الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
- الحديث الأول: روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه قال لابن مسعود حين علمه التشهد: - إذا قلت هذا، أو فعلت هذا فقد تمت صلاتك"، قلت: أخرجه أبو داود في "سننه [في "الصلاة - في باب التشهد" ص 146، وأحمد: ص 422، والدارقطني: ص 135، والبيهقي: ص 174 - ج 2، والطيالسي: ص 36، والدارمي: ص 160، والطحاوي: ص 162، كلهم عن زهير]" حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي ثنا زهير ثنا الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة، قال: أخذ علقمة بيدي، فحدثني أن عبد اللّه بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أخذ بيد عبد اللّه فعلمه التشهد في الصلاة، فذكر مثل دعاء حديث الأعمش: إذا قلت هذا [في "فتح القدير" ص 193 - ج 1، وأو، بدل: أو.]، أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد، انتهى. وكذلك رواه أحمد في "مسنده". وابن حبان في "صحيحه"، وفيه كلام سيأتي في مسألة الصلاة على النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فإن المصنف استدل به هنا على فرضية القعدة الأخيرة، واستدل به هناك على عدم فرضية الصلاة على النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وذكره أيضًا في مسألة السلام، هل هو فرض أوْ لا، قل مسألة الصلاة على النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده [والدارقطني في "سننه" ص 135 عن أبي خيثمة عن زهير بإسناده، وفي آخره قال عبد اللّه: "فإذا قلت ذلك، فقد قضيت ما عليك من الصلاة، فإن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد" اهـ.]" حدثنا الفضل بن دكين اللائي [وفي نسخة - س - "الملائي".]. ويحيى بن آدم، قالا: ثنا زهير بن معاوية بن خديج به، فذكر التشهد بحروفه، وفي آخره، فإذا قلت هذا، فقد قضيت ما عليك، إن شئت أن تقوم فقم، انتهى. - الحديث الثاني: قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: - "تحرمها التكبير، وتحليلها التسليم"، قلت: روي من حديث علي بن أبي طالب. ومن حديث الخدري. ومن حديث عبد اللّه بن زيد. ومن حديث ابن عباس. - أما حديث عليّ، فأخرجه أبو داود [في "الصلاة - في باب تحريم الصلاة وتحليلها" ص 98، والترمذي في "باب مفتاح الصلاة الطهور" ص 3، وابن ماجه في "الطهور" ص 24 وأحمد: ص 123 - ج 1، وص 129 - ج 1، والدارمي: ص 63، والدارقطني: ص 138، وص 145 والبيهقي: ص 173 - ج 2، وص 379 - ج 2، والطحاوي: ص 161، وابن أبي شيبة: ص 166 - ج.]. والترمذي، وابن ماجه عن وكيع عن سفيان عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه قال: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"، انتهى. قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن، وعبد اللّه بن محمد بن عقيل صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قِبَل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل. وإسحاق. والحميدي يحتجون بحديثه، قال محمد: وهو مقارب الحديث، وفي الباب عن جابر. وأبي سعيد، انتهى. ورواه أحمد. وابن أبي شيبة. وإسحاق بن راهويه. والبزار في "مسانيدهم"، قال النووي في "الخلاصة": هو حديث حسن، قال في "الإمام": ورواه الطبراني، ثم البيهقي من جهة أبي نعيم عن سفيان الثوري عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية يرفعه إلى النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال: "مفتاح الصلاة الطهور"، الحديث، قال: وهذا على هذا الوجه مرسل، انتهى. - وأما حديث أبي سعيد، فرواه الترمذي. وابن ماجه [في "الصلاة - في باب تحريم الصلاة وتحليلها"، وابن ماجه في "الطهور" ص 24، والدارقطني: ص 140، وابن أبي شيبة: ص 155.] من حديث طريف بن شهاب أبي سفيان السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم، انتهى. أخرجه الترمذي في "الصلاة"، وقال : حديث عليِّ أجود إسناد، أو أصح من حديث أبي سعيد، وقد كتبناه في "الوضوء"، انتهى. ورواه الحاكم في "المستدرك [في "باب مفتاح الصلاة الوضوء" ص 132 - ج 1 عن سعيد الثوري عن أبي نضرة به.]"، وقال: حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وحديث عبد اللّه بن عقيل عن ابن الحنفية عن عليٍّ أشهر إسنادًا، لكن الشيخين أعرضا عن حديث ابن عقيل أصلًا، انتهى. ورواه العقيلي في "كتابه" وأعله بأبي سفيان، ثم قال: وحديث ابن عقيل عن ابن الحنفية عن عليٍّ أصح من هذا، على أن في الآخر لينًا، انتهى. - وأما حديث عبد اللّه بن زيد، فأخرجه الدارقطني في "سننه [في "باب مفتاح الصلاة الطهور" ص 138]". والطبراني في "معجمه الوسط" عن محمد بن عمر الواقدي ثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن أيوب بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عباد بن تميم عن عمه عبد اللّه بن زيد عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نحوه، سواء، قال الطبراني: لا يروى هذا عن عبد اللّه بن زيد، إلا بهذا الإسناد، تفرد به الواقدي [الواقدي ضعيف]. ورواه ابن حبان في "كتاب الضعفاء" من حديث محمد بن موسى بن مسكين قاضي المدينة عن فليح بن سليمان عن عبد اللّه بن أبي بكر عن عباد بن تميم به، وأعله بابن مسكين، وقال: إنه يسرق، ويروي الموضوعات عن الأثبات، انتهى. - وأما حديث ابن عباس، فرواه الطبراني في "معجمه الكبير [وابن أبي شيبة: ص 155 عن أبي خالد الأحمر عن ابن كريب عن أبيه عن ابن عباس قوله نحوه.]" حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا سعدان بن يحيى ثنا نافع مولى يوسف السلمي [وهو "أبو هرمز" ضعيف ذاهب الحديث "زوائد" ص 104 - ج 2] عن عطاء عن ابن عباس عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نحوه، سواء. - الحديث الثالث: روي أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ - واظب على رفع يديه عند تكبيرة الافتتاح، قلت: هذا معروف في أحاديث صفة صلاته عليه السلام: منها حديث ابن عمر، أخرجه الأئمة الستة في "كتبهم [البخاري في "باب رفع اليدين في التكبيرة الأولى" ص 102، ومسلم في "باب رفع اليدين حذو المنكبين" ص 168 - ج 1]" عن سالم عن أبيه عبد اللّه بن عمر، قال: رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، إذا استفتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعد ما يرفع رأسه من الركوع، ولا يرفع بين السجدتين، انتهى. - وحديث أبي حميد الساعدي، قال: كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه وسيأتي قريبًا بتمامه، أخرجه الجماعة، إلا مسلمًا. - حديث آخر أخرجه الطحاوي في "شرح الآثار [في "باب رفع اليدين في افتتاح الصلاة إلى أين يبلغ بهما" ص 115، قلت: وأخرجه أبو داود بهذا الإسناد في "باب، بعد باب افتتاح الصلاة" ص 116، وكذا الترمذي في "الدعوات - في باب - بعد باب الدعاء - عند افتتاح الصلاة بالليل" ص 179 - ج 2، والدارقطني: ص 107، "ومسند أحمد" ص 93، وكلهم قالوا: أي الصلاة المكتوبة، وكذا ابن ماجه في "باب رفع اليدين إذا ركع" ص 62.]" من طريق موسى بن عقبة عن عبد اللّه بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد اللّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان إذا قام إلى الصلاة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، انتهى. وقال الشيخ تقي الدين في "الإمام": قال ابن المنذر: لم يختلف أهل العلم أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يرفع يديه إذا افتح الصلاة، انتهى. - حديث في الجهر بالتكبير أخرجه البيهقي [في "باب جهر الإمام بالتكبير" ص 18 - ج 2، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ص 223 - ج 1، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا السياق.] عن يونس بن محمد ثنا فليح عن سعيد بن الحارث، قال: اشتكى، أبو هريرة، أو غاب، فصلى أبو سعيد الخدري، فجهر بالتكبير حين افتتح، وحين ركع، وبعد أن قال: سمع اللّه لمن حمده، وحين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، حتى قضى صلاته على ذلك، فلما انصرف، قيل له: قد اختلف الناس على صلاتك، فقال: ما أبالي، إني رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ هكذا يصلي، انتهى. قال البيهقي: رواه البخاري، قال الشيخ في "الإمام": لم يخرجه البخاري هكذا، وإنما أراد البيهقي إخراج الحديث في الجملة، انتهى كلامه. ولفظه عن سعيد بن الحارث، قال: صلى لنا أبو سعيد الخدري فجهر بالتكبير حين رفع رأسه من السجود، وحين سجد، وحين رفع، وحين قام من الركعتين، وقال: هكذا رأيت النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يصلي، انتهى. قال النووي في "الخلاصة": وزاد البيهقي فيه بإسناد حسن: أنه جهر بالتكبير حين افتتح، وحين ركع، وبعد أن قال: سمع اللّه لمن حمده، انتهى. أخرجه البخاري في "باب يكبر، وهو ينهض من السجدتين". - الحديث الرابع: روى أبو حميد الساعدي، قال: - كان النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا كبر رفع يديه إلى منكبيه، قلت: رواه الجماعة [(1) البخاري مختصرًا في "باب سنة الجلوس" ص 114، وأبو داود في "افتتاح الصلاة" ص 113 واللفظ له، وفي "باب من ذكر التورك في الرابعة" ص 145، والترمذي في "باب ما جاء في وصف الصلاة" ص 40، وابن ماجه في "باب إتمام الصلاة" ص 75، وص 62، والنسائي في "باب الجلوس في الركعة التي يقضي فيها الصلاة" ص 186 مختصرًا، والدارمي في "باب صفة صلاة رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ" ص 163، وابن جارود في "صفة صلاة رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ" ص 101] إلا مسلمًا من حديث محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سمعت أبا حميد الساعدي، في عشرة من أصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ: منهم أبو قتادة، قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قالوا: ولم؟! فو اللّه ما كنت بأكثرنا له تبعة، ولا أقدمنا له صحبة، قال: بلى، قالوا: فأعرِض، قال: كان رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم كبر حتى يقرّ كل عظم في موضعه معتدلًا، ثم يقرأ، ثم يكبر فيرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل، فلا يصب رأسه ولا يقنع، ثم يرفع رأسه، فيقول: سمع اللّه لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه معتدلًا، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يهوي إلى الأرض، فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه، ويثني رجله اليسرى، فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ثم يقول: اللّه أكبر، ويرفع، ويثني رجله اليسرى، فيقعد عليها حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبر، ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى، وقعد متوركًا على شقه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي، انتهى. أخرجوه مختصرًا ومطولًا، وضعفه الطحاوي [في "شرح الآثار" ص 153، وأعله أبو حاتم بالإرسال. ] بما سيأتي في حديث رفع اليدين، وفي الجلوس.
|